אולי נצטרך ליותר מיער ربّما نحتاجُ أكثر من غابة הוא ספר שירה דו-לשוני, עברי-ערבי, בו כ-30 שירים העוסקים במגוון נושאים: החל במתח שבין מורשת המשפחה והשבט הבדואיים לבין החיים האורבניים של אשה הנקרעת בין הקצוות; דיוקנאות של גברים ונשים במרחבים שונים; שירי אהבה קרובים ורחוקים; שירים אירוניים המתייחסים לצדדים שונים של העולם המודרני; ועוד.
תרגום ועריכה: רחל פרץ ושיח'ה חליווה
رقصة أخيرة
أيّها الغريبُ
أشدّكَ إلى حلقةِ رقصٍ صاخبة وأنتَ
تقضم لحم أصابعك دائريّا وأفقيّا.
يسأل النادل: هكذا يرقصون في بلادكَ؟
تقول: لا، بل هكذا نمشي فوق الماء.
تحكي له كيفَ تناوبتَ مع شجرة عاقر
كيفَ احتمل لحمكَ إعلانات عن الكلاب الضائعة.
كيفَ حقنتَ أوردتكَ بنملٍ أزرق.
أذكّركَ: عندما صلّيتَ واقفا على رأسكَ
تقاطرتْ من أنفك رسائلُ لم تسقط في البحر.
أيّها الغريب
أمسكُ يدك ونمشي تحتَ قوس النّصر.
تقرص تحتَ إبطكَ وتضحك للمارّة:
في بلادي نكحّلُ الأطفال خوفا من الحسد
ريثما تأتي الطائراتُ بخبر مفرح.
في بلادي يتركُ الرّجالُ خيوطا لزجة على أفخاذ النساء
وهم يهرعون إلى المعركة الأخيرة.
أنتم، هنا، تمارسون الحبّ على الأرصفة
وتموتون بين شارعيْن أنيقيْن.
أيّها الغريب
تعالَ نشترِ قهوة …. double espresso
نشربها عند الجسر ونجري small talk
عن مفردات الأقبية المنسيّة وانتظار المسيح.
تهمسُ للجسر:
أمّي أوقدتِ الكتبَ الّتي خلّفتها ورائي
وبالماء الذي طبخته أطعمت مُحاربا قديما
وقطط الحيّ.
كانت تخاف فتنة المعاني
وأنا التبست عليّ دلالات الجسور.
أيّها الغريب، دعني أكتبُ لك وطنا.
لا. في جهنم الّتي كتبتها، احترقت كلّ الأوطان
في الفصل الأخير.